نص المتن :
وَ (الْهُدَى) فِي اللُّغَةِ: الْبَيَانُ وَالدَّلَالَةُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـٰهُمْ فَٱسْتَحَبُّوا۟ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } ([1]). فَإِنَّ الْمَعْنَى: بَيَّنَّا لَهُمْ. وَكَمَا فِي قَوْلِهِ: { إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًۭا وَإِمَّا كَفُورًا } ([2]).
وَالْهُدَى بِهَذَا الْمَعْنَى عَامٌّ لِجَمِيعِ النَّاسِ، وَلِهَذَا يُوصَفُ بِهِ الْقُرْآنُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ } ([3]).
وَيُوصَفُ بِهِ الرَّسُولُ r كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ } ([4]).
وَقَدْ يَأْتِي الْهُدَى بِمَعْنَى التَّوْفِيقِ وَالْإِلْهَامِ، فَيَكُونُ خَاصًّا بِمَنْ يَشَاءُ اللَّهُ هِدَايَتَهُ قَالَ تَعَالَى: { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُۥ يَشْرَحْ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَـٰمِ ۖ } ([5]).
وَلِهَذَا نَفَاهُ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ } ([6]).
وَالْمُرَادُ بِالْهُدَى هُنَا: كُلُّ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ r مِنَ الْإِخْبَارَاتِ الصَّادِقَةِ، وَالْإِيمَانِ الصَّحِيحِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.