الدروس العلمية شرح العقيدة الواسطية للهراس [1442 هـ] شروح العقيدة

الدرس الثالث والستون من شرح العقيدة الواسطية للهراس



duroos icon

نص المتن :

وَأَمَّا احْتِجَاجُ الْمُعَطِّلَةِ بِأَنَّ الْيَدَ قَدْ أُفْرِدَتْ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ، وَجَاءَتْ بِلَفْظِ الْجَمْعِ فِي بَعْضِهَا؛ فَلَا دَلِيلَ فِيهِ؛ فَإِنَّ مَا يُصْنَعُ بِالِاثْنَيْنِ قَدْ يُنْسَبُ إِلَى الْوَاحِدِ؛ تَقُولُ: رَأَيْتُ بِعَيْنِي، وَسَمِعْتُ بِأُذُنِي، وَالْمُرَادُ: عَيْنَايَ، وَأُذُنَايَ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ يَأْتِي بِمَعْنَى الْمُثَنَّى أَحْيَانًا؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﵟإِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ ﵞ [التحريم: 4]

 وَالْمُرَادُ: قَلْبَاكُمَا.

وَكَيْفَ يَتَأَتَّى حَمْلُ الْيَدِ عَلَى الْقُدْرَةِ أَوِ النِّعْمَةِ مَعَ مَا وَرَدَ مِنْ إِثْبَاتِ الْكَفِّ وَالْأَصَابِعِ وَالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ وَالْقَبْضِ وَالْبَسْطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْيَدِ الْحَقِيقِيَّةِ؟ ! وَفِي الْآيَةِ الثَّانِيَةِ يَحْكِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَقَالَةَ الْيَهُودِ – قَبَّحَهُمُ اللَّهُ – فِي رَبِّهِمْ، وَوَصْفَهُمْ إِيَّاهُ – حَاشَاهُ – بِأَنَّ يَدَهُ مَغْلُولَةٌ؛ أَيْ: مُمْسِكَةٌ عَنِ الْإِنْفَاقِ.

ثُمَّ أَثْبَتَ لِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ عَكْسَ مَا قَالُوا، وَهُوَ أَنَّ يَدَيْهِ مَبْسُوطَتَانِ بِالْعَطَاءِ؛ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ؛ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: { إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ } ([1]).

تُرَى لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ يَدَانِ عَلَى الْحَقِيقَةِ؛ هَلْ كَانَ يَحْسُنُ هَذَا التَّعْبِيرُ بِبَسْطِ الْيَدَيْنِ؟ ! أَلَا شَاهَتْ وُجُوهُ الْمُتَأَوِّلِينَ ! !

([1]) البخاري التوحيد (6983) ، مسلم الزكاة (993) ، الترمذي تفسير القرآن (3045) ، ابن ماجه المقدمة (197) ، أحمد (2/313).

 ليلة الثلاثاء 10 جمادى الأولى 1443هـ

حفظ   

WordPress Themes