نص المتن :
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:ﵟوَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَﵞ [الكهف: 39] ؛ هَذَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ حِكَايَةً عَنِ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ لِزَمِيلِهِ الْكَافِرِ صَاحِبِ الْجَنَّتَيْنِ؛ يَعِظُهُ بِهِ أَنْ يَشْكُرَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَيَرُدَّهَا إِلَى مَشِيئَةِ اللَّهِ، وَيَبْرَأَ مِنْ حَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
وَقَوْلُهُ:ﵟوَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْﵞ [البقرة: 253] ؛ إِخْبَارٌ عَمَّا وَقَعَ بَيْنَ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ مِنْ بَعْدِهِمْ، مِنَ التَّنَازُعِ، وَالتَّعَادِي بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَحَسَدًا، وَأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ U وَلَوْ شَاءَ عَدَمَ حُصُولِهِ مَا حَصَلَ، وَلَكِنَّهُ شَاءَهُ فَوَقَعَ.
وَقَوْلُهُ:ﵟفَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥﵞ [الأنعام: 125] .. إِلَخْ؛ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنَ الْهِدَايَةِ وَالضَّلَالِ بِخَلْقِ اللَّهِ U فَمَنْ يُرِدْ هِدَايَتَهُ – أَيْ: إِلْهَامَهُ وَتَوْفِيقَهُ – يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ، بِأَنْ يَقْذِفَ فِي قَلْبِهِ نُورًا، فَيَتَّسِعَ لَهُ، وَيَنْبَسِطَ؛ كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ، وَمَنْ يُرِدْ إِضْلَالَهُ وَخِذْلَانَهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ فِي غَايَةِ الضِّيقِ وَالْحَرَجِ، فَلَا يَنْفُذُ إِلَيْهِ نُورُ الْإِيمَانِ، وَشَبَّهَ ذَلِكَ بِمَنْ يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ.
ليلة الثلاثاء 20 ربيع الأول 1443 هـ